رجعتُ لنفسي فاتهمت حَصاتــــي *** وناديت قومي فاحتسبت حياتي
رمَوني بعقم في الشباب وليتنـــي *** عقِمت فلم أجزع لقول عُداتي
ولدت ولما لم أجد لعرائســـــــــي *** رجالاً وأكفاءً وأدتُ بناتـــي
وسعت لفظاً وغـــــــاية *** وما ضقت عن آيٍ به وعِظات
فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة *** وتنسيق أسماء لمخترعـات
أنا البحر في أحشائه الدرُّ كامــنٌ *** فهل سألوا الغواص عن صدفاتي
فيا ويحكم أبلى وتبلى محاسنـــي *** ومنكم وإن عز الدواء أساتـي
فلا تكلوني للزمان فإننــــــي *** أخاف عليكم أن تحين وفاتي
أرى لرجال الغرب عزاً ومنعـة *** وكم عز أقوام بعز لغـــــات
أتوا أهلهم بالمعجزات تفننــــــاً *** فيا ليتكم تأتون بالكلمـــات
أيطربكم من جانب الغرب ناعــب *** نادي بوأدي في ربيع حياتـي
سقى الله في بطن الجزيرة أعظما *** يعز عليها أن تلين قَناتــــي
حفظن وِدادي في البلى وحفظتــه *** لهن بقلب دائم الحســــــرات
وفاخرت أهل الغرب والشرق مطرق *** حياء بتلك الأعظم النخـــرات
أرى كل يوم بالجرائد مزلقـــــاً *** من القبر يدنيني بغير أنــــاة
وأسمع للكتاب في مصر ضجـــة *** فأعلم أن الصائحين نُعاتـــي
أيهجرني قومي عفا الله عنهــــم *** إلى لغة لم تتصل بــــــرواة
سرت لُوثة الإفرِنج فيها كما سرى *** لعاب الأفاعي في مسيل فرات
فجاءت كثوب ضم سبعين رقعـة *** مشكلة الألوان مختلفــــــــات
إلى معشر الكتاب والجمع حافل *** بسطت رجائي بعد بسط شَكاتي
فإما حياة تبعث الميت في البِلى *** وتنبت في تلك الرُّموس رُفاتي
وإما ممـاتٌ لا قيامــةَ بعـــده *** ممات لعَمري لم يُقس بممات
الشاعر : حافظ إبراهي
لكم