التــوحيــــد عباد الله التوحيد هو موضوع عظيم هو أساس الملة وأساس جميع ما جاءت به الرسل عليهم الصلاة و
من أولهم إلى آخرهم.
ولا ريب أن هذا المقام جدير بالعناية، وإنما ضلّ من ضلّ وهلك من هلك بسبب
إعراضه عن هذا الأصل وجهله به وعمله بخلافه، وكان المشركون قد جهلوا بهذا
الأمر من توحيد العبادة الذي هو الأساس الذي بعثت به الرسل وأنزلت به
الكتب وخلق من أجله الثقلان (الجن، والإنس) وظنّوا أن ما هم عليه من الشرك
دين صالح وقربة يتقربون بها إلى الله مع أنه أعظم الجرائم وأكبر الذنوب،
وظنوا بجهلهم وإعراضهم وتقليدهم لآبائهم ومن قبلهم من الضالين أنه دين
وقربة وحق، وأنكروا على الرسل وقاتلوهم على هذا الأساس الباطل كما قال
سبحانه: {
إنَّهم اتَّخذُوا الشياطين أولياء من دون الله ويحْسَبُون أنَّهم مُّهتدون } [الأعراف: